قفزت نسبة الاستجابة إلى إضراب مستخدمي مختلف قطاعات الوظيف العمومي، في الجنوب، إلى أكثـر من 76 بالمائة، بعد التحاق عدد كبير من الثانويات والمؤسسات الجامعية والصحية. وانتقد اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ ''لامسؤولية'' المضربين، الذين أساءوا اختيار توقيت الاحتجاج، حسبه، متجاهلين المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بهذه المنطقة، بدءا من عودة الهاجس الأمني وضعف المستوى والعجز في معظم المواد.
تواصل، أمس، إضراب النقابات المستقلة في الوظيف العمومي، بمنطقة الجنوب، في يومه الثاني، حيث التحق عدد كبير من المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار بالنسبة لقطاع التربية، وكذا مؤسسات جامعية وصحية، تلبية لنداء التنظيمات النقابية التي نسقت فيما بينها للذهاب إلى حركة احتجاجية موحّدة.
وأشارت أرقام خلية الإعلام التابعة لاتحاد عمال التربية والتكوين، إلى ارتفاع نسبة الاستجابة الوطنية إلى 41, 76 بالمائة، وحافظت بسكرة على صدارتها ضمن قائمة الولايات المضربة، بنسبة تجاوزت 87 بالمائة، تليها كل من تندوف بـ30 ,85 بالمائة وأدرار بـ95 ,84 بالمائة، لتأتي بعدها ولايات غرداية وتمنراست وورفلة بحوالي 80 بالمائة.
وثمّنت ذات النقابة، التحاق عدة ثانويات في ولايات مختلفة على غرار الوادي، حيث قفز عدد هذه الأخيرة من 5 ثانويات مضربة إلى ثماني مؤسسات أمس، ما اعتبره ممثلة ذات التنظيم، دليلا كبيرا على تجند مستخدمي القطاع وتمسكهم بمطالبهم التي تركز أساسا على مراجعة النظام التعويضي لمنطقة الجنوب.
من جهته، حمّل اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أساتذة الجنوب المضربين، مسؤولية الضغط النفسي الممارس على التلاميذ، بسبب توقف الدراسة، مؤكدا رفضه ''التلاعب'' بمصير الأطفال ووضعهم رهينة حسابات لا دخل لهم فيها، وأشار إلى أن اختيار هذا الوقت بالذات، عشية الامتحانات، يعتبر قرارا غير مسؤول ومرفوضا.
وقال رئيس الاتحاد، خالد أحمد، لـ''الخبر''، إنه كان من الأجدر بممثلي أساتذة الجنوب، احترام سلم الإدارة قبل اللجوء إلى الإضراب من خلال مراسلة الوزير الأول للضغط على وزير التربية مثلما حصل في قطاع الصحة، بالنظر إلى حساسية الوضع، وحالة الغليان الكبيرة التي تميز منطقة الجنوب، إثر الانزلاقات الأمنية الخطيرة التي شهدها مؤخرا.
وحسب المتحدث، فإن منطقة الجنوب تواجه ''متاعب'' يبدو أنها مزمنة، بدءا من التأخر الذي شهده الدخول المدرسي، نتيجة عدم التحاق الأساتذة بمناصبهم، وكذا العجز الكبير في التأطير على مستوى اللغات الأجنبية ومختلف المواد الأخرى، يضاف إلى كل هذا ضعف النتائج والمستوى، وارتفاع نسبة التسرب، وما زاد الطين بلة، يقول، عودة الاضطرابات الأمنية إلى ولايات الجنوب، في الفترة الأخيرة، ما لا يدع أي مجال للتلاعب بالتلاميذ والزج بهم إلى الشارع، وهو ما سيزيد الأمر تعقيدا فيما يخص عملية تنقل الأساتذة من الشمال إلى الجنوب، بالنظر إلى المشكل الكبير المسجل على هذا المستوى، لاسيما رفض هؤلاء العمل في الولايات المعنية، بسبب نقص الوسائل المادية من إيواء ونقل.