احتضنت ثانوية محمد الأخضر فيلالي بغرداية يوما تشاوريا لدراسة الأسباب
واقتراح الحلول الكفيلة بالقضاء على ظاهرة العنف المدرسي بالمؤسسات
التربوية لولاية غرداية. وقد تم لهذا الغرض إشراك أساتذة مادة التربية
الفنية والتربية البدنية والرياضية بالمؤسسات التعليمية المتوسطة والثانوية
بهدف وضع إستراتيجية تسمح بوضع حد لهذه الظاهرة، حيث تعيش مؤسسات تربوية
بالولاية مناوشات مستمرة بين التلاميذ.
وقد اقترح مسؤولون بمديرية التربية من هؤلاء الأساتذة بتأطير التلاميذ
وتوجيه طاقاتهم وحيوتهم نحو أنشطة جماعية مفيدة تنمي روح التقارب والتعاون
كتنظيم دورات رياضية ودية بين الأقسام والمدارس، وإقامة مسابقات ثقافية
لتنمية روح البحث في أوساط التلاميذ. كما تم التأكيد على ضرورة تنظيم أنشطة
رياضية وثقافية من حين إلى آخر خارج المؤسسة التربوية في الهواء الطلق من
خلال الاحتكاك بالمحيط، كالقيام بعمليات تشجير جماعية في عدة أحياء وتنظيم
سباقات في العدو، ورسم جداريات كبيرة.
لقيت هذه الاقتراحات قبول واستحسان الجميع، لكن الأساتذة المعنيين مباشرة
بالإشراف والمتابعة لهذه العملية، أشاروا إلى وجود بعض المعيقات التي لا
تسمح لهم بتنفيذ هذه المقترحات، ومن ذلك نقص أوقات الفراغ في التوقيت
الأسبوعي للتلاميذ بسبب كثرة المواد واكتظاظ البرنامج. كما أعرب بعض
المتدخلين عن عدم شغور توقيت الأساتذة بشكل يمكن لهم المشاركة في هذه
الأنشطة وتوجيهها.
وأشار بعض الأساتذة أن ظاهرة العنف في أوساط التلاميذ في المتوسطات
والثانويات مردها إلى الاكتظاظ الموجود في الأقسام وداخل المؤسسات مما يؤدي
إلى مناوشات بينهم تخرج أحيانا إلى خارج نطاق المؤسسة فتعم الفوضى، ويجد
المساعدون التربويون صعوبة كبيرة في التحكم في الوضع بسبب قلة عددهم
أحيانا. ورغم هذه المثبطات، فكان نداء مديرية التربية هو العمل قدر
المستطاع لتذليل هذه الصعوبات والمبادرة بأي عمل مهما صغر من شأنه إضفاء جو
من التقارب من التلاميذ للقضاء على ظاهرة العنف المتصاعدة.
متابعة لهذا الموضوع، استطلعت "غرداية نيوز" آراء بعض الأساتذة حول أسباب
ظاهرة العنف في أوساط التلاميذ، وقد أجمعوا على أن من بين الأسباب الرئيسة
لذلك ظاهرة الاكتظاظ التي تولد التوتر النفسي والاحتكاك البدني، وإهمال
الأنشطة اللاصفية من ترفيه فكري وبدني في البرنامج والتي تشبع مختلف
الهوايات والميول،مما يولد ضغوطات على التلاميذ تتحول إلى سلوكات عنيفة.
والملاحظة التي لا يختلف حولها اثنان، أن جل مؤسساتنا
التربوية تفتقر إلى مختصين نفسانيين بإمكانهم الحد من هذه الظاهرة بالتعامل
معها بشكل مخطط كعمل وقائي من خلال الحرص على تنمية الجوانب الإيجابية في
شخصية التلميذ، إلى جانب وضع الخطط والبرامج الإرشادية التي تساعد في
التخفيف من العنف بمشاركة الأولياء والأئمة والجمعيات والنوادي الرياضية
والثقافية